بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
شرح الأسماء الحسنى
1-الله: أشهر أسماء الله تعالى وأعلاها محلاً في الذكر والدعاء، وتسمت به سائر الأسماء
2-الواحد:هو المتفرّد بالذات ، أعم مورداً لكونه يطلق على من يعقل وغيره . ويدخل في الضرب والعدد .
3- الأحد: هو المتفرّد بالمعنى ، لا يطلق الأحد إلا على من يعقل. يمتنع دخول الأحد في الضرب والعدد.
4- الصمد: هو السيّد الذي يصمد إليه الأمور, ويقصد في الحوائج والنوازل، وأصل الصمد القصد، (صمدت صمد هذا الأمر أي قصدت قصده) أو ( الصمد الذي ليس بجسم ولا جوف ).
5- الأول: هو السابق للأشياء , الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، لا شئ قبله.
6- الآخر: هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى الآخر ما له الإنتهاء كما ليس معنى الأول ما له الإبتداء، فهو الأول والآخر.
7- السميع: بمعنى السامع , يسمع السرّ والنجوى ، سواء عند الجهر والخفوت ، والنطق والسكوت ، وقد يكون السماع بمعنى القبول والإجابة ، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويسمع الدعاء. وقيل السميع العالم بالمسموعات وهي الأصوات والحروف وثبوت ذلك له ظاهر ، لأنه لا يغيب عنه شيء من أصوات خلقه ، أو أنه عالم بكل شئ معلوم فيدخل فيه ذلك .
8- البصير: وهو المبصر ، أي عالم بالخفيّات ، وقيل البصير عالم بالمبصرات .
9- القدير: بمعنى القادر وهو من القدرة على الشيء والتمكن منه، فلا يطيق الإمتناع عن مراده، ولا يستطيع الخروج عن إصداره وإيراده.
10- القاهر: هو الذي قهر الجبابرة، وقهر العباد بالموت، ولا تطيق الأشياء الإمتناع منه مما يريد الإنفاذ فيها .
11- العليّ: المتنزه عن صفات المخلوقين تعالى أن يوصف بها ، وقد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم , أو الترفّع بالتعالي عن الأشياء والأنداد وعمّا خاضت فيه وساوس الجهّال ، وترامت إليه فكر الضلاّل ، فهو متعال عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً .
12- الأعلى: بمعنى الغالب كقوله تعالى {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّك َأَنتَ الْأَعْلَى } سورة طه (68 ) وقد يكون بمعنى المتنزّه عن الأمثل والأضداد والأشياء والأنداد.
13- الباقي: هو الذي لا تعرض عليه عوارض الزوال , وبقاؤه غير متناه ولا محدود ، وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنّة والنار ودوامها ، لأن بقاءه أزليّ أبدي وبقاءهما أبدي غير أزلي ومعنى الأزلي ما لم يـزل , معنى الأبد ما لم يزال , والجنة والنار مخلوقتان بعد أن لم تكونا , فهذا فرق ما بين الأمرين .
14- البديع: هو الذي فطر الخلق مبتدعاً له لا على مثال سبق وهو فعيل بمعنى يفعل ، كأليم بمعنى مؤلم , والبدع هو الذي يكون أولاً في كل شئ كقوله تعالى {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ} سورة الأحقاف (9).
15- الباريء: أي الخالق ويقال : برأ الله الخلق أي خلقهم كما يقال : بارئ النسم ، وهو الذي فلق الحبًة وبرأ النسمة ، وبارئ البرايا أي خالق الخلائق والبرية الخلقية.
16- الأكرم: معناه الكريم , وقد يجيء أفعل في معنى فعيل كقوله تعالى{ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} سورة الروم (27) أي هيّن عليه{ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى } سورة الليل ( 15 ) {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} سورة الليل (17) بمعنى الشقي التقي.
17- الظاهر: بحججه الباهرة وبراهينه النيّرة , وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته وصحة وحدانية، فلا موجود إلا وهو يشهد بوجوده، ولا مخترع إلا وهو يعرب عن توحيده، وقد يكون بمعنى الغالب القادر كقوله تعالى {فَأَصْبَحُو ظَاهِرِينَ} سورة الصف (14).
18- الباطن: المحتجب عن إدراك الأبصار وتلوث الخواطر والأفكار، فهو الظاهر الخفي الظاهر بالدلائل والأعلام، والخفي بالكنه عن الأوهام , إحتجب بالذات وظهُر بالآيات ، فهو الباطن بلا حجاب , الظاهر بلا إقتراب ، وقد يكون بمعنى البطون وهو الخبر ، وبطانة الرجل وليجته ، الذين يداخلهم ويداخلونه في أمره والمعنى أنه عالم بسرائرهم ، فهو عالم بسرائر القلوب ، والمطّلع على ما بطن من الغيوب.
19- الحي: هو الفعال المدرك ، وهو حي بنفسه ، لا يجوز عليه الموت والفناء ، وليس بمحتاج إلى حياة بها يحي.
20- الحكيم: هو المحكم لخلق الأشياء، ومعنى الأحكام لخلق الأشياء إتقان التدبير , وحسن التصوير والتقدير ، وقيل الحكيم العالم , والحكم في اللغة : العلم لقوله تعالى يُؤتِي {الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء} سورة البقرة (269) والحكيم أيضاً الذي لا يفعل القبيح، ولا يخل بالواجب، والحكيم هو الذي يضع الأشياء في مواضعها، فلا يعترض عليه في تقديره ولا يتسخط عليه في تدبيره.
21- العليم: هو العالم بالسرائر والخفيات، التي لا يدركها عالم الخلق لقوله تعالى {وَهُو عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } سورة الحديد ( 6) ، {الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} سورة سبأ (3) عالم بتفاصيل المعلومات قبل حدوثها وبعد وجودها .
22- الحليم: ذو الصفح والأناة الذي لا يغيره جهل جاهل ولا غضب مغضب ولا عصيان عاص .
23- الحفيظ: هو الحافظ يحفظ السماوات والأرض وما بينهما، ويحفظ عبده من المهالك والمعاطب، ويقيه مصارع السوء.
24- الحق: هو المتحقق كونه ووجوده , وكل شيء يصح وجوده وكونه فهو حق كما يقال : الجنة حق كائنة والنار حق كائنة .
25- الحسيب: هو المكافي , تقول حسبك درهم ، أي كفاك كقوله تعالى { حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } سورة الأنفال (46) أي هو كافيك ، والحسيب بمعنى المحاسب كقوله تعالى {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} سورة الإسراء (14) أي محاسباً والحسيب أيضاً المحصى والعالم.
26- الحميد: هو المحمود الذي إستحق الحمد بفعاله , أي يستحق الحمد في السرّاء والضرّاء وفي الشدة والرخاء.
27- الحفي: معناه العالم ، قال الله تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} سورة الأعراف (187) أي عالم بوقت مجيئها . وقد يكون بمعنى اللطيف ومعناه المحتفي بك يبرّك ويلطفك.
28- الرب: المالك وكل من ملك شيئاً فهو ربّه ، ومنه قوله تعالى {ارْجِعْ إِلَى رَبِّك} سورة يوسف (50) أي سيّدك ومليكك .
29- الرحمن: بجميع خلقة إذ هو ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم , وأسباب معاشهم , وعمّت المؤمن والكافر , والصالح والطالح .
30- الرحيم: بالمؤمنين يخصّهم برحمته قال الله تعالى {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِين رَحِيمًا} سورة الأحزاب (43) والرحمن والرحيم إسمان موضوعان للمبالغة ومشتقان من الرحمة وهي النعمة، قال الله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} سورة الأنبياء (107) أي نعمة عليهم ، وقد يتسمى بالرحيم غيره تعالى ولا يتسمى بالرحمن سواه، لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف البلوى، والرحيم من خلقه قد لا يقدر على كشفها ويقال للقرآن رحمة .
31- الذارئ: الخالق والله ذرأ الخلق وبرأهم ، أي خلقهم وأكثرهم على ترك الهمزة.
32- الرزاق: هو المتكفل بالرزق ، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ، وسع الخلق كلهم رزقه، ولم يخص بذلك مؤمناً دون كافر ولا برّاً دون فاجر.
33- الرقيب: الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء , منه قوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} سورة ق (18).
34- الرؤوف: هو الرحيم العاطف برأفته على عباده وقيل : الرأفة أبلغ من الرحمة ، ويقال : الرأفة أخص من الرحمة , والرحمة أعم .
35- الرائي: معناه العالم، والرؤية العلم ، ومنه قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} سورة الفجر (6) أراد ألم تعلم؟ وقد يكون الرائي بمعنى المبصـر ، والرؤية الإبصار.
36- السلام: معناه ذو السلام ، والسلام في صفته تعالى هو الذي سلم من كل عيب، وبرأ من كل آفة ونقص، وقيل معناه المسلم ، لأن السلامة تنال من قبله والسلام والسلامة مثل الرضاع والرضاعة وقوله تعالى { لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ} سورة الأنعام (127) يجوز أن يكون مضافة إليه، ويجوز أن يكون قد سمىّ الجنة سلاماً لآن الصائر إليها يسلم فيها من كل آفات الدنيا فهي دار السلام .
37- المؤمن: أصل الإيمان في اللغة : التصديق ، فالمؤمن المصدّق أي يصدق وعده، ويصدق ظنون عباده المؤمنين ولا يخيب آمالهم ، وقد يكون بمعنى أنه آمنهم من الظلم والجور .
38- المهيمن: هو الشهيد ، ومنه قوله تعالى { مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} سورة المائدة (48) فالله المهيمن، أي الشاهد بما يكون منهم من قول وفعل ، إذ لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وقيل المهيمن الأمين، وقيل الرقيب على الشيء والحافظ له ، وقيل إنه إسم من أسماء الله في الكتب .
39- العزيز: هو المنيعالذي لا يغلب ، وهو أيضاً الذي لا يعادله شيء، وأنه لا مثل له ولا نظير له ، ويقال من عزيز أي من غلب سلب وقوله تعالى حكاية عن الخصم {وعزّني في الخِطابِ } سورة ص (23) أي غلبني في مجاوبة الكلام، وقد يقال للملك كما قالا أخوة يوسف { يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ } سورة يوسف (78) أي يا أيها الملك.
40- الجبار: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكسرهم ، وكفاهم أسباب المعاش والرزق، وقيل الجبار العالي فوق خلقة ، والقامع لكل جبار، وقيل الجبار القاهر الذي لا ينال، يقال للنخلة التي لا تنال جبارة، والجبر أن تجبر إنساناً على ما تلزمه قهراً على أمر من الأمور، وقال الصادق :" لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين" عنى بذلك أن الله لم يجبر عباده على المعاصي ، ولم يفوض إليهم أمر الدين .
41- المتكبر: هو المتعال عن صفات الخلق ، ويقال : المتكبر على عتاة خلقه إذ نازعوه العظمة ، وهو مأخوذ من الكبرياء وهي إسم للتكبر والتعظم .
42- السيّد: معناه الملك والواجب طاعته، ويقال لملك القوم وعظيمهم : سيد وقد سادهم .
43- السبوح: هو المنزه عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به، وهو حرف مبنى على فعول وليس في كلام العرب فعّول بضم الفاء إلا سبّوح وقدوس ، ومعناهما واحد.
44- الشهيد: هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال شاهد وشهيد ، وعالم وعليم ، أي كأنه الحاضر المشاهد الذي لا يغيب عنه شيء، ويكون الشهيد بمعنى العليم لقوله تعالى {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ } سورة آل عمران (18).
45- الصادق: معناه الذي يصدق في وعده ، ولا يبخس ثواب من يفي بعهده.
46- الصانع: الصانع المطلق هو الصانع لكل مصنوع ، أي خالق لكل مخلوق ، ومبدع جميع البدائع ، وفي هذا دلالة على أنه لا يشبهه شيء، لأنا لم نجد فيما شاهدنا فعلاً يشبه فاعله ألبته، وكل موجود سواه فهو فعله وصنعته وجميع ذلك دليل على وحدانيته ، شاهد على إنفراده وعلى أنه بخلاف خلقه، وأنه لا شريك له .
47- الطاهر: معناه المتنزه عن الأشياء والأنداد ، والأمثال والأضداد ، والصاحبة والأولاد ، والحدوث والزوال، والسكون والإنتقال، والطول والعرض، والدقة والغلطة ، والحرارة والبرودة ، وبالجملة هو طاهر عن معاني المخلوقات ، متعال عن صفات الممكنات ، متقدّس عن نعوت المحدثات ، فتعالى وتكرم وتقدس وتعظم ، أن يحيط به علم ، أو يتخيّله وهم .
48- العدل: هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، والعدل من الناس المرضى قوله وفعله وحكمه .
49- العفو: هو المحاء للذنوب الموبقات ، ومبدلها بأضعافها من الحسنات ، والعفو فعول من العفو ، وهو الصفح عن الذنب، وترك مجازاة المسئ وقيل : هو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته ومحته.